(أنْ) المضمرة جوازًا
ما حالات
إضمار أن جوازا؟
وما الفرق بين
لام التعليل ولام العاقبة؟
وما شروط نصب
المضارع بعد لام التعليل؟
تضمر أن جوازا بعد:
(1) بعد لام التعليل:
وتسمى لامُ كي
أيضاً، وهي اللام الجارة، التي يكون ما بعدها سبب لما قبلها، فيكون ما قبلها
مقصوداً لحصول ما بعدها.
نحو قوله تعالى: ﴿
وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ
مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾[ النحل: 44] ".
ويجوزُ إضمار (أن) بعدها بشرطين:
1- ألا تسبق
(بما كان) أو (لم يكن)، فإن سبقت بأيهما كانت لام جحود، وقد سبق ذكرها.هــــنا
2- ألا يقترن
الفعل بلا النافية أو الزائدة، فإن اقترنت باحداهما، وجب إظهارُها.
- فالنافية نحو ﴿...لِئَلَّا
يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ
عَزِيزًا حَكِيمًا﴾[ سورة النساء: 165]
- والزائدة نحو " ﴿ لِئَلَّا
يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ
وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ
الْعَظِيمِ ( الحديد:
29 ) } ".
و مما سبق يمكن أن
نستنتج أن (أنْ) بعد لام التعليل لها حالتانِ:
1-
وجوب الإظهار: إذا وقع بعدها لا النافية.
2-
جواز الإظهار : إذا لم يقع بعدها لا النافية.
ـ(2) بعد
لام العاقبة:
وهي اللام التي يكون ما قبلها نتيجة وعاقبة
ومصيراً، لما قبلها وليس سبباً في حصوله ، ويُسميها البعض لامَ الصيرورةِ – أي ما
صارَ إليه الحال، أو ما آل إليه المآل – أي ما آلَ إليه الأمر، ويمثلون لها بالآية
الكريمةِ المتعَلقة بِعثور قومِ فرعون على سيدنا موسى عليهِ السلام .
قال تعالى: ﴿فالتَقَطَهُ آلُ فِرْعونَ ليكونَ لهم عَدواً وَحَزناً"
فإن قوم فرعون لم يلتقطوا موسى عليه السلام ليكون لهم عدواً
وحزناً . ولكن العاقبةَ والمآل والمصير الذي انتهي إليه التقاطهم له ، أنّه صار كذلك.
ومثالها أسضا قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ ۖ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا
يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾
*الأثر الإعرابي للام التعليل
ولام العاقبة:
ينصب الفعل المضارع بعدهما بأن مضمرة جوازا_ وفقا لمذهب البصريين_ وتكون أن
المضمرة والفعل بعدها في تأويل مصدر في محل جر بحرف الجر(اللام) والجار والمجرور
متعلقان بما
قبلهما.
*ملاحظات:
§
لام التعليل مثل لام الجحود لا تأتي
أول الكلام بل يجب أن يسبقها كلام.
§
إذا
سُبقت اللام بفعل ناقص منفي (كان أو يكن ) لكن خبر كان موجود في الجملة كانت لام
تعليل، نحو:
-
لم يكن المؤمن قاسيا ً لينهرَ المُحتاج.
-
لم يكن الطالب حاضرا ليمتحنَ.
اللام في : لينهرَ - ليمتحنَ
: لام تعليل وليست لام جحود لوجود خبر كان في الجملة الذي يجب أن يحذف في لام
الجحود.
§
إذا سبُقت الجملة بـ (كون منفي) لكن
النفي منُتقض بـ (إلا )، نحو:
ما كان المجتهد
إلا ليتفوقَ في دراسته.
كانت اللام هنا
لام تعليل وليست لام جحود لأن النفي
انتقض بـ (إلا).
§
إذا دخلت
لام التعليل على (كي أو كيلا) فلا
تقدر بعد لام التعليل أن مضمرة وإنما تكون كي حرفا مصدريا ناصبا وتقوم بتأويل كي
والفعل بمصدر في محل جر مجرور بحرف الجر (لام التعليل).
قال تعالى: وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ
لا يَعْلَمَ من بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً [النحل ٧٠/ ١٦].
-
لِكَيْلا
يَعْلَمَ: اللام للتعليل (حرف جر).
-
كي
حرف مصدري ناصب. لا نافية.
-
يَعْلَمَ: فعل
مضارع منصوب بكي المصدرية، علامة نصبه الفتحة وفاعله ضمير مستتر تقديره هو.
-
كي
والفعل لا يعلم في تأويل مصدر تقديره لعدم علمه في محل جر مجرور.
§
اللام في قوله تعالى: ﴿ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 71]، وقوله
تعالى:﴿ يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن
قَبْلِكُمْ﴾
اختلف في أثرها المعنوي: فقيل: زائدة، وقيل: للتعليل،
ولكن أثرها الإعربي كما هو وهو أنها تنصب المضارع بعدها بأن مضمرة جوازا.
نماذج
إعرابية:
{ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ
وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ( النحل: 44 ) }
﴿لِتُبَيِّنَ﴾: اللام: حرف
جرّ للتعليل مبني على الكسر لا محل له من الإعراب.
تبين: فعل مضارع منصوب بـ"أنْ" مضمرة بعد
اللام وعلامة نصبه الفتحة.والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره:
أنت.
﴿لِلنَّاسِ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"تبين"
.وأن وما بعدها بتأويل مصدر في محلّ جرّ باللام.والجارّ والمجرور متعلّقان بـ"أرسلنا".
وجملة "تبين" صلة "أنْ" المضمرة لا محلّ لها من الإعراب.
﴿مَا﴾: اسم موصول
مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به.
﴿نُزِّلَ﴾: فعل ماضٍ
للمجهول مبنيّ على الفتح.ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا
تقديره: هو.
﴿إِلَيْهِمْ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"نزل".وجملة "نزل" صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب.
{
فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا
وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ( القصص:
8 ) }
﴿لِيَكُونَ﴾: اللام: حرف
جرّ وتعليل.
يكون: فعل مضارع ناقص منصوب بالفتحة، واسمها ضمير مستتر جوازًا
تقديره: هو.
﴿لَهُمْ﴾: اللام: حرف
جرّ و "هم": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جر باللام.
والجارّ والمجرور متعلّقان بمفعول له و "أن" وما بعدها بتأويل
مصدر في محلّ جرّ باللام والجارّ والمجرور متعلّقان بـ
"التقطه".
﴿عَدُوًّا﴾: خبر "يكون" منصوب بالفتحة.
﴿وَحَزَنًا﴾: معطوفة
بالواو على "عدوًا" وتعرب
إعرابها.
لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ
مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ( الحديد: 29 ) }
﴿لِئَلَّا﴾: اللام: حرف جر. للتعليل مبني على الكسر لا محل
له من الإعراب
أن: حرف مصدريّ ونصب.
لا: حرف زائد.
ألا: مخففة من الثقيلة واسمها ضمير مبنيّ الشأن محذوف و"لا" نافية يَعْلَمَ: فعل مضارع منصوب بـ"أن"، وعلامة نصبه الفتحة.
و"أن" وما بعدها بتأويل مصدر في محلّ جرّ باللام.والجارّ والمجرور متعلّقان بفعل
محذوف، أي: أعلمكم بذلك ليعلم.
دروس مشابهة:
- نصب المضارع بعد أن المصدرية
- نصب المضارع بعد لن وكي
- نصب المضارع بعد إذن
- نصب المضارع بعد حتى
- نصب المضارع بعد لام الجحود:
- نصب المضارع بعد أو:
- نصب المضارع بفاء السببية وواو المعية:
- ملخص علامات نصب المضارع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق