مقدمة:
حالات جزم المضارع
يجزم الفعل المضارع في حالتين:
·
الحالة الأولى: أن تسبقه أداة من أدوات
الجزم.
·
الحالة الثانية: أن يقع في جواب طلب.
·
وتنقسم أدوات جزم الفعل المضارع إلى قسمين:
القسم الأول: ما يجزم فعلا واحدا.
القسم الثاني: ما يجزم فعلين، وهي أدوات الشرط الجازمة.
أولاً: جزم المضارع بعد أدوات الجزم:
الأدوات التي تجزم فعلا واحدا:
لمْ
- لمّا - لام الأمر - لا الناهية
(1) لمْ:
حرف جزم يفيد النفي، ويحوّل زمن الفعل من
المضارع إلى الماضي وذلك نحو:
لم
يسافرْ أبي أمس.
فالفعل"
يسافر" في زمن المضارع، لكن بدخول "لم" عليه دل الفعل على نفي الحث في الماضي.
وقد
تدخل عليه همزة الاستفهام ولا تغيّر من عمله، نحو: ألمْ يسافرْ أبوكَ أمس؟
ويجوز
أيضاً دخول أداة شرط عليها مثل: سنتأخر إن لمْ تحضرْ باكراً.
ونحو
قوله تعالى:
{
وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا
لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ( الأعراف: 149 ) }
أمثلة
معربة:
قوله تعالى: ﴿ قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ
عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ
ۖ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا﴾[ مريم: 46]
﴿لَئِنْ﴾: اللام: موطئة للقسم.إنْ: حرف شرط جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
﴿لَمْ﴾: حرف نفي وجزم وقلب، مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
﴿تَنْتَهِ﴾: فعل مضارع مجزوم، وعلامة
الجزم حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت.
قوله
تعالى: ﴿ لَمْ يَلِدْ
وَلَمْ يُولَدْ
* وَلَمْ يَكُن
لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ "[الإخلاص: 3-4] .
﴿لم﴾: حرف قلب وجزم مبني على
السكون لا محل له من الإعراب.
﴿يلد﴾: فعل مضارع مجزوم بـ(لم)،
وعلامة جزمه السكون، وكذلك (ولم يولد).
﴿يكن﴾: فعل مضارع ناقص مجزوم بـ"لم"،
وعلامة جزمه سكون آخره.
(2) لمّا:
-
وتفيد نفي الفعل المضارع من الماضي إلى زمن
المتكلم الحاضر نحو: لمَّا يسافرْ أبي، أي لم يسافر حتى الآن أو حتى زمن التكلم.
-
يجوز استخدامها في حال توقع حدوث فعلها أي
نفيِ حدوث الشيء بعد، لكنّه سيحدث يوماً ما، نحو: خرجَ، ولمّا يصل. إلا أنه من
المتوقع وصوله.
-
يجوز حذف الفعل المجزوم بعدها إن كان ما يدل
عليه من سياق الكلام مثل: بدأت العمل باكراً ولمَّا. "أي ولم أنهِهِ بعد."
ومن
الأمثلة القرآنية:
- قال تعالى: "كلّا لمّا يقضِ ما
أَمَره"
- وقال تعالى: "أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ"
- وقال تعالى: "قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا
وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ
فِي قُلُوبِكُمْ" [ الحجرات: 14]
- ﴿لمّا﴾ حرف نفي وقلب وجزم، مبني على السكو لا محل له من الإعراب.
- ﴿ يقضِ﴾ فعل مضارع مجزوم بـ "لما"، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره.
- ﴿ يَعْلَمِ﴾ فعل مضارع مجزوم بالسكون المقدرلالتقاء الساكنين.
- ﴿يَدْخُلِ﴾ فعل مضارع مجزوم بالسكون المقدرلالتقاء الساكنين.
*الفرق بين لمْ ولمَّا الجازمتين للمضارع:
لمْ |
لمَّا |
تنفي الحدث في الماضي ولا يُشترط أن يكون الحدث مَنفِيُّها مستمراً إلى حال التَّكلُّم، فقد يكون مستمراً. كقوله تعالى
((لَمْ يَلِدْ
وَلَمْ يُولَدْ)) وقد يكون مُنقطعاً؛ نحو قوله تعالى ((لَمْ
يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً)) ومن ثَمَّ جاز قولنا: لَمْ يكن ثُم كان |
النفي (بلمَّا) يكونُ مستمرًا إلى الحال فهي تفيد نفي الفعل المضارع من
الماضي إلى زمن المتكلم الحاضر، مع إمكانية حدوثه في المستقبل: لمَّا يسافرْ
أبي. أي أنه لم يسافر في الماضي أو الحاضر ويمكن أن يسافر في المستقبل. ولذلك امتنع قولنا: لَمَّا يكن ثُم كان. |
مَنفِيِّها لا يُتوَقَّع حدوثه في المستقبل. فقد يكون قريب الحصول وقد لا يكون. |
مَنفِيِّها
يُتوَقَّع ثبوته بِخلاف منفي (لَمْ) نَحو قوله تعالى: ((بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ)) يعني: وسيذوقونه. |
لا يجوز حذف الفعل المجزوم بعد لم إلا لضرورة شعرية. |
مجزومها
جائز الحذف عند وجود قرينه تدل عليه :
حاولت إقناعه ولمَّا. أي ولم يقتنعْ بعد. |
قد تسبق
بأداة من أدوات الشرط. نحو قوله
تعالى:(وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) |
لا تسبق بأدوات
الشرط. |
*ملاحظة:
لـــــــ"لمَّا"
نوعان آخران غير لمَّا الجازمة للمضارع؛ وهما:
(1) لما الظرفية:
وتأتي بمعنى (حين) وتكون ظرف
زمان، وتدخل على الفعل الماضي.
وقد يكون
جواب لمَّا التابع لها أيضًا في الزمن الماضي؛ نحو قوله تعال: لَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا
كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ( البقرة: 89 ) }
﴿ فَلَمَّا جَاءَهُم
بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ
وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ ۚ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ﴾
وقد يكون جواب شرط جوابها جملة اسميّة مقترنة بـ (إذا الفجائيّة) نحو قول الله
تعالى ﴿ فَلَمَّا جَاءَهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ﴾[ سورة
الزخرف: 47]
﴿
فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ﴾[ العنكبوت: 65]
وأهل النّحو يُطلقون عليها أسماء مختلفة مِثل "لمّا
الشّرطيّة"، و"لمّا الحينيّة"، و"لمّا التّوقيتيّة"،
و"لمّا الظّرفيّة"، وقد اختلفوا في كونها حرفًا أو اسمًا منصوبًا على
الظّرفيّة.
الإعراب:
لمّا:
اسم شرط
غير جازم مبنيّ على السّكون في محلّ نصب ظرف زمان.
(2) لما الاستثنائيّة:
اتفق أهل النّحو على أنّها "حرف"، تحمل معنى
(إلّا) الاستثنائيّة، نحو (إن ضربكَ لمَّا زيدٌ) أي إلا زيد.
ومن أمثلتها في القرآن الكريم:
قال تعالى: "إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا
حَافِظٌ"
وقال تعالى: "وإن كلّ لمّا جميعٌ لدينا
مُحضَرون"
وقال تعالى: "وَزُخْرُفًا ۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَٰعُ الْحَيَوٰةِ الدُّنْيَا ۚ وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ"
الإعراب:
لمّا: حرف استثناء بمنزلة إلّا
الاستثنائيّة مبني على السكون لا محل له من
الإعراب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق