من أدوات نصب المضارع بـــأن المضمرة وجوبًا:
§
ينصب المضارع بعد حتى الجارة بأن المضمرة وجوبا، ويشترط
في المضارع المنصوب بعد حتى أن يكون دالا على الاستقبال بالنسبة لما قبله؛ نحو:
صُمْ حتى تَغيبَ الشمس. فغياب الشمس مستقبل بالنسبة
إلى الصيام.
§
فإن أريد بالفعل معنى الحال، فلا تقدر "أن"
قبل حتى، ويرفع المضارع بعدها.
نحو:تشتدُ العاصفة الآن حتى تقتلعُ الأشجار.
§ إذا وقع الفعل المضارع بعد حتى الجارة تعرب حرف جر لا محل له من الإعرب،
والفعل بعدها منصوب بـ: أن مضمرة وجوبًا، والمصدر المؤول من أن والفعل مجرور بـ:
حتى.
معاني وحالات
حتى الناصبة للفعل المضارع:
أ-
أن تكون دالة على الغاية: بمعنى إلى
أن، وذلك نحو:
-
قول الله تعالى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى
يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ ﴾ [البقرة: 187].
-
و قوله تعالى: ﴿ فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى
يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ﴾ [النساء: 140].
-
و قوله تعالى: ﴿ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ
الرَّسُولُ ﴾ [البقرة: 214]
-
و قوله تعالى: { لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً } [البقرة:
55].
-
و قوله تعالى: { وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ
يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ۚ } [البقرة: 235].
ب- أن
تكون دالة على التعليل: فتكون بمعنى (لام التعليل) أو (كي)، وذلك بأن يكون
ما قبلها سببًا لما بعدها، نحو: أذاكرُ جيدا حتى أتفوقَ
نحو قوله تعالى ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ
فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ
بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [الأنفال:
أي كي لا تكون فتنة
ونحو قوله تعالى{ هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا
تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا) ( المنافقون: 7
) }أي لينفضوا
وقد تحتمل الغاية أو التعليل معا، كقوله تعالى: ﴿ فَقَاتِلُوا الَّتِي
تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ﴾[الحجرات: 9]
أي: إلى أن
تفيء، أو لِكي تفيء.
جـ- أن تكون دالة على الاستثناء: فتكون بمعنى (إلا أن)
*نحو قوله تعالى:﴿ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ﴾ۖ[ البقرة: 102]
*ومن أمثلة "حتى" التي
بمعنى: "إلا" قول علي رضي الله عنه:
"لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيمَ قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيمَ لسانه"
*وقال الشاعر
لَيْسَ الْعَطَاءُ
مِنَ الْفُضُولِ سَمَاحَةً
حَتَّى تَجُودَ وَمَا لَدَيْكَ قَلِيلُ
*نماذج
لإعراب المضارع المنصوب بعد حتى:
** قال تعالى: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ
حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ
انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [الأنفال:
-
﴿حَتَّى﴾: حرف غاية وجر.
-
﴿لَا﴾: حرف نفي.
-
﴿تَكُونَ﴾: فعل مضارع تام منصوب بأن مضمرة بعد "حتى"،
وعلامة النصب الفتحة.
-
﴿فِتْنَةٌ﴾: فاعل "تكون" مرفوع وعلامة
رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
**************
** قال تعالى: { هُمُ
الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى
يَنْفَضُّوا) ( المنافقون: 7 ) }أي لينقضوا
-
﴿حَتَّى﴾: حرف وجر غاية أو للتعليل بمعنى
"كي".مبني على السكون.
-
﴿يَنْفَضُّوا﴾: فعل مضارع منصوب بـ "أن"
مضمرة بعد "حتى"، وعلامة نصبه حذف النون، و "الواو" ضمير متصل
مبني في محل رفع فاعل، و "الألف": فارقة.
-
و "أن" المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في
محل جر بـ "حتى"، والجار والمجرور متعلقان بـ "لا تنفقوا"
**************
**قال تعالى:﴿ وَمَا
يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا
تَكْفُرْ ﴾ۖ[ البقرة: 102]
-
﴿حتى﴾: حرف جر بمعنى "إلا أن" حرف جرّ
مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب.
-
﴿يَقُولَا﴾: فعل مضارع منصوب بـ"أن"
مضمرة وجوبًا بعد "حتى"، وعلامة نصبه حذف النون لأنَّه من الأفعال
الخمسة، والألف ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل.
-
والمصدر المؤوّل من "أن يقولا" في محلّ
جرّ بحرف الجرّ.
-
والجارّ والمجرور متعلّقان بالفعل
"يعلمان".
**************
**قال تعالى: { لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً }
_ ﴿نُؤْمِنَ﴾: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: نحن.- وجملة "لن نؤمن" في محلّ نصب "مقول القول".
_ ﴿لَكَ﴾: جارّ ومجرور متعلِّقان بـ "نؤمن".
- ﴿حَتَّى﴾: حرف جرّ مبنيّ على السكون.
_ ﴿نَرَى﴾: فعل مضارع منصوب بـ "أن" مضمرة، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: نحن. والمصدر المؤول في "أن نرى" في محلّ جرّ بحرف الجر، والجار والمجرور متعلِّقان بـ"نؤمن".
_ ﴿اللَّهَ﴾: لفظ الجلالة مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره
_ ﴿جَهْرَةً﴾: حال أي : جاهرين
أو نائب عن المفعول المطلق صفته أي : رؤيةً جهرةً . منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
**************
**رفع المضارع بعد حتى:
يجب رفع الفعل المضارع بعد حتى في ثلاثة مواضع:
1-
أن يكون دالًّا على الحال .
مثل: سرتُ
حتى أدخلُ المدينة (إن قلته أثناء الدخول).
2-
أن يكون ما بعدها مسببا عما قبلها، ، فإن دخول المدينة
سبب عن المسير.
3-
أن يكون ما بعدها فضلة: أي: تم الكلام قبله من
الناحية الإعرابية، وذلك أن الجملة «سِرتُ» فعل وفاعل وهي كلام مفيد.
ومن الأمثلة على رفع الفعل المضارع
بعد حتى:
-
يسمعُ الطبيبُ دقاتِ القلبِ حتى يعرفُ أمرَه.
-
ينساب الماءُ بين الزروعِ حتى تشربُ.
ومما يفرق بين المضارع المنصوب و المرفوع بعد
حتى هو وضع الفاء في موضع حتى ، فإذا جاز رُفع و إذا لم يجز نُصب.
فيجوز قولنا: ينساب الماءُ بين الزروعِ فتشربُ.
ولا يجوز قولنا :يقضي الزراع نهارهم في العمل فتغرب
الشمس.
حتى الابتدائية + الفعل المضارع
حتى الابتدائية حرف تبتدأ به الجمل. والجملة بعدها متسأنفة، لا محل
لها من الإعراب.
والفعل المضارع الذي يأتي بعد حتى الابتدائية
يكون مرفوعا
للتجرد من الناصب والجازم.
ويكون مع فاعله جملة فعلية استئنافية لا محل لها
من الإعراب، ويكون إعراب حتى حرف ابتداء واستئناف لا محل له من الإعراب.
أمثلة على حتى الابتدائية:
-
الجو حار اليوم حتى يمكثُ الناسُ في بيوتهم.
-
كان الامتحان سهلا حتى يجيبُ عنه المهملُ.
-
سافر أبي حتي لا أشاهدُه.
ومن خلال الأمثلة يتبن أن حتى الابتدائية لا يصح أن
تحل (لكي )محلها. أو (إلى أن).
ملاحظة:
يجوز رفع المضارع ونصبه إذا كان معناه مستقبلا
بالنسبة للمعنى الذي قبل "حتى" بأن يكون المعنى بعدها قد تحقق قبل الزمن الحالي
كما تحقق المعنى قبلها؛ فكلاهما قد وقع وتحقق فعلا قبل النطق بالكلام الذي قبلها
والذي بعدها؛ غير أن تحقق معنى المضارع تأخر عن تحقق المعنى السابق عليها. وتكون
"حتى" ابتدائية عند رفعه، وجارة عند نصبه؛ مراعاة للاعتبار الخاص بكل
نوع.
ومن الأمثلة على ذلك:
بنى المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة حتى تكونَ مقرا لحكمه.
علامة المضارع بعد "حتى" إذا كان معناه
ماضيا حقا، ولكن زمنه إما للحال تأويلا، وإما للمستقبل بالنسبة للمعنى الذي قبل
"حتى" هي صحة الاستغناء عنه؛ بوضع فعله الماضي موضعه فيظل المعنى
مستقيما، والتركيب صحيحا.
بنى المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة حتى كانت مقرا لحكمه.
*وفي قوله تعالى:
"حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ
اللَّهِ ۗ "، وجهان من القراءة: الرفع، والنصب.
-
أما قراءة الرفع على معنى: وزلزلوا حتى قال الرسول
لأن الفعل المستقبل إذا ارتفع بعد (حتى) كان بمعنى الماضي، وكان ماقبل (حتى) سبباً
لما بعدها، فالزلزلة سبب لقول الرسول. إذ المعنى: وزلزلوا فقال الرسول.
-
و قراءة النصب على معنى: وزلزلوا إلى أن يقول الرسول،أي الفعل بعدها منصوب على الغاية.
**المصادر:
_ جامع الدروس العربية: مصطفي الغيلاني.
_ التطبيق النحوي: عبده الراجحي.
دروس مشابهة:
- نصب المضارع بعد أن المصدرية
- نصب المضارع بعد لن وكي
- نصب المضارع بعد إذن
- نصب المضارع بعد لام الجحود
- نصب المضارع بعد أو
- إضمار أن جوازا.
- ملخص علامات نصب المضارع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق