نصب المضارع بعد "أو العاطفة"



 نصب المضارع بعد "أو العاطفة"



ينصب المضارع بأن مضمرة وجوبا بعد "أو العاطفة إذا كانت صالحة للحذف، ووضع حتى الجارة التي بمعنى:"إلى أن، كي" مكانها أو تكون بمعنى" إلا أن" الاستثنائية في مكانها من غير أن يتغير المعنى.

فقد تكون "أو بمعنى إلى أن معنى انتهاء الغاية.

نحو

-      قول الشاعر: لأَّستَسْهلنَّ الصَّعْبَ أو أدْرِكَ المُنى ... فما انقادَتِ الآمالُ إلاَّ لَصابرِ(أي: إلى أن أدرك المنى)


-      وقول شاعر آخر: فَقُلْتُ لَهُ لَا تَبْكِ عَينُكَ إنَّمَا... نَحَاوِلُ مُلْكًا أَوْ نَمُوتَ فَنُعذَرَا (أي: إلى أن نموت)

 

ومن الأمثلة أيضا:

-      أقرأُ الكتاب أو أتعبَ، "أي: إلى أن أتعب.

-      أتناولُ الطعام أو أشبعَ. " أي: إلى أن أشبع

-      أصلي الصبح وأتعبدُ أو تشرقَ الشمس. أي: إلى أن تشرق.    

فالحرف "أو" فيما سبق حرف عطف بمعنى "إلى أن"


وقد تأتي بمعنى كي  التعليلية أيضا؛ 

نحو:

-      أتعبدُ لله تعالى أو يعفوَ عني.

-      أحرصُ على الوقاية أو أنجوَ من المرض.

-      أجتهدُ في المذاكرة أو أتفوقَ.

فالحرف "أو" فيما سبق حرف عطف بمعنى "كي"

 

 

وقد تكون "أو" بمعنى: "إلا" الاستثنائية. 

وهذا حين لا يصلح في موضعها "إلى أن، أو كي"

نحو:

  • قول الشاعر: وكُنتُ إذا غَمَزْتُ قناةَ قَوْمٍ ... كَسَرْتُ كُعوبَها أَو تَسْتَقِيما

أي إلا أن تستقيم.


  • -      وقد تحتمل المعنين معا، كما في قوله تعالى:﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ﴾ [ آل عمران: 128]

فيحتمل في أَوْ:

-      أن تكون بمعنى: إلى أن يَتُوبَ.

-      أو أن تكون بمعنى: إلا أن يَتُوبَ.


 فإن لم تصلح "أو" العاطفة لأن تكون بمعنى: "إلى أن، أو كي، أو إلا الاستثنائية 

لفساد المعنى بوضع أحد هذه الأحرف في موضعها،كانت لمجرد العطف؛ ولا 

ينصب المضارع بعدها.

******************


ملاحظات:

ملاحظة1: في قوله تعالى: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ }


"أو" هنا بمعنى إلا أن ولكن لا تنصب المضارع بعدها لأنها فصل بينها وبين الفعل بلام القسم فلا ينصب المضارع بعدها.


﴿ أَوْ  حرف عطف.

﴿ لَتَعُودُنَّ اللام واقعة في جواب القسم تعودن فعل مضارع مرفوع بثبوت النون وأصلها تعودون ثم اتصلت به نون التوكيد الثقيلة فأصبح تعودونن ومن ثم حذفت النون الأولى لكراهة توالي النونات فصار تعودون ثم حذفت الواو الساكنة منعا من التقاء الساكنين، وبقيت الضمة دليلا عليها، والواو فاعل وجملة "تعودن" معطوفة على جملة جواب القسم الأول" لَنُخْرِجَنَّكُمْ" لا محل لها من الإعراب.

 

************

ملاحظة2: ينصب المضارع بعد أو العاطفة في مواضع لا تصلح أن تكون بمعنى إلى أن، أو كي، أو إلا الاستثنائية وهذا إذا كان الفعل بعدها معطوفا على كلمة منصوبة قبلها، نحو قوله تعالى:

﴿ وَلَا تُؤۡمِنُوٓاْ إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمۡ قُلۡ إِنَّ ٱلۡهُدَىٰ هُدَى ٱللَّهِ أَن يُؤۡتَىٰٓ أَحَدٞ مِّثۡلَ مَآ أُوتِيتُمۡ أَوۡ

 يُحَآجُّوكُمۡ عِندَ رَبِّكُمۡۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡفَضۡلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ ﴾

 

﴿أَن يُؤۡتَىٰٓ﴾

﴿أَنْ﴾: حرف مصدريّ ونصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

﴿يُؤْتَى﴾: فعل مضارع مبنيّ للمجهول منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدرة على الألف للتعذّر.

 

﴿أَوۡ يُحَآجُّوكُمۡ﴾

﴿أَوْ﴾: حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

﴿يُحَاجُّوكُمْ﴾: يحاجوا: فعل مضارع منصوب معطوف على فعل يؤتي، وعلامة نصبه

 حذف النون، لأنه من الأفعال الخمسة.

و "الواو" ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

و "كم": ضمير مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

وأجاز بعض العلماء إعراب الفعل بعد أو العاطفة في الحالة السابقة بالنصب بأن المضمرة

 جوازًا.ويكون المصدر المؤول من أن المضمرة والفعل في محل نصب معطوف.

ومن هذا أيضا قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَو

 يُرْسِلَ رَسُولًا}


فيجوز أن يكون الفعل"يرسل" معطوف على وحيا الواقعة حال.

ويجوز أن يكون التركيب"أو يرسلَ" بمعنى: أو أن يرسل رسولا. فيكون المضارع "يرسلَ"

 منصوب" "بأن" مضمرة جوازا، وفاعله مستتر جوازا، تقديره: هو، والمصدر المؤول

 معطوف على الاسم الصريح: "وحيا" والتقدير: إلا وحيا أو إرساله رسولا.


 ************


ملاحظة 3: "أو" التي بمعنى"حتى الجارة" أو" إلا" هي حرف عطف، ولا يصح إعرابها حرف جر، أو حرف استثناء تبعا للحرف الذي يصلح في موضعها؛ فهي بمعناه فقط، وليست مماثلة له في إعرابه؛ ولهذا السبب يجب إعراب المصدر المؤول بعد "أو" معطوفا على شيء قبلها، ولا يصح إعرابه مجرورا، أو مستثنى، برغم أن "أو" بمعنى"حتى" الجارة أو "إلا" الاستثنائية.

 ************


**نموذج لإعراب المضارع بعد أو:


قال تعالى:﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ﴾ [ آل عمران: 128]

 

-﴿لَيْسَ﴾: فعل ماضٍ ناقص جامد.


-﴿لَكَ﴾: اللام: حرف جرّ.و "الكاف": ضمير مبنيّ على الفتح في محلّ جرّ بحرف

 الجرّ.والجارّ والمجرور في محل نصب خبر مقدم لــــ (ليس.)


-﴿مِنَ الْأَمْرِ﴾: جارّ ومجرور متعلِّقان بمحذوف حال من "شيء

-﴿ شَيْءٌ﴾: اسم "ليس" مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

-﴿أَوْ﴾: حرف عطف.
﴿يَتُوبَ﴾: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد أو، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.

والمصدر المؤول من "أن يتوب" في محلّ رفع معطوف على "شيء".

-﴿عَلَيْهِمْ﴾: على: حرف جرّ.و "هم": ضمير مبنيّ في محلّ جرّ بحرف الجرّ.والجارّ والمجرور

 متعلِّقان بـ"يتوب".


-﴿أَوْ﴾: حرف عطف.
﴿يُعَذِّبَهُمْ﴾: يعذب: فعل مضارع منصوب معطوف على " يَتُوبَ "، و "هم" ضمير في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.

ويجوز إعراب( يعذبَ) فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا. والمصدر المؤول من "أن يُعَذِّبَهُمْ " في محلّ رفع معطوف على"يتوبَ".


-﴿فَإِنَّهُمْ﴾: الفاء: حرف استئناف.وإن: حرف توكيد مشبّه بالفعل، و "هم": ضمير مبنيّ في

 محلّ نصب اسم "إن".


-﴿ظَالِمُونَ﴾: خبر إن مرفوع، وعلامة الرفع الواو.


 دروس مشابهة:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق