من أدوات جزم المضارع: لا الناهية"الطلبية"

 




 (4) لا الناهية:


وتسمى"لا الطلبية" تدخل على الفعل المضارع فقط، وتجزمه. لغرض الدعاء أو الالتماس أو النهي.

الأصل فيها أنها تفيد طلب الكف عن فعل أمر ما، نحو قوله تعالى: ﴿ وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ۖ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ﴾ [ سورة البقرة: 41]

وقد تفيد أيضًا الدعاء إن كان من العبد لله تعالى مثل قوله تعالى : ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 286]

أو تفيد الالتماس إن كان من شخص مساوٍ لآخر كقول أخ لأخيه: لا تتأخر عن الموعد.


من أحكامها:

*تدخل لا الناهية على الفعل المضارع المسند للمخاطب كما في الأمثلة السابقة كثيرا، ويكثر كذلك دخولها على المسند للغائب، نحوقوله تعالى ﴿ لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ﴾[ سورة آل عمران: 28]

وقوله تعالى﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ ... ﴾ [الحجرات: 11]

وقوله تعالى: ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ ۖ........﴾

وقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [ التوبة: 28]

************

*تجزم المضارع بشرط ألا يفصل بينهما فاصل، إلا عند الضرورة الشعرية؛ في مثل: وقالوا أخانا -لا تخشع لظالم ... عزيز، ولا -ذا حق قومك- تظلم.

 ************

  *يجوز حذف مضارعها إذا وجد دليل يدل عليه؛ نحو: انصح زميلك ما وجدته مستريحا للنصح. وإلا فلا.  أي لا تنصحْه.

  ************

*يجب حذف المضارع بعدها في حالة واحدة؛ هي: أن ينوب عن مصدر محذوف، مؤكد، دال على نهي، كقولك لمن يتكلم والخطيب يخطب: سكوتا لا كلاما، أي: اسكت سكوتا، لا تتلكم كلاما.

  ************

*ينصب المضارع بعد فاء السببية في جواب النهي بشرط ألا ينتقض النهي بإلا الاستثنائية؛ مثل قوله تعالى: {لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ}

 

الفرق بين لا الناهية ولا النافية:

لا الناهية


لا النافية

تفيد طلب الكف عن فعل أمر ما.


تدل على نفي أمر معين.

يجزم المضارع بعدها


لا تؤثر على المضارع فيظل مرفوعًا.

مثال:

" رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى

 الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ"

-      لا: حرف نهي وجزم مبني على السكون.

-      تَحْمِلْ: مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه السكون.

*مثال:

قال تعالى:" وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا

 تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ

 وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"

-      لا: حرف نفي مبني على

 السكون.

-      تَحْمِلُ: مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

 

*نماذج معربة لأفعال مضارعة مجزومة بعد لا الناهية:

 

*قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾[ فاطر: 5]

-      ﴿فلا﴾: "الفاء" حرف عطف مبني على الفتح، و( لا ) حرف نهي وجزم مبني على السكون.

-      ﴿ تَغُرَّنَّكُمُ ﴾: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد في محل جزم بلا الناهية، و"كاف المخاطب" ضمير متصل مبني على السكون المقدر لالتقاء الساكنين في محل نصب مفعول به، و"النون" حرف توكيد مبني على الفتح.

-      ﴿ الْحَيَاةُ﴾: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

-      ﴿ الدُّنْيَا ﴾: نعت مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة للتعذر.

************

*قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ۚ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ۚ.....﴾ ( البقرة: 282 )

-      ﴿ولا﴾: "الواو" حرف عطف مبني على الفتح، و( لا ) حرف نهي وجزم مبني على السكون.

-      ﴿ يَأْبَ ﴾: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة.

-      ﴿ كَاتِبٌ ﴾: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

************

*قال تعالى:﴿ فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ [ الذاريات: 59]

-      ﴿فَلَا﴾: الفاء: حرف استنئاف. مبني على الفتح، لا: حرف نهي وجزم مبني على السكون.

-      ﴿يَسْتَعْجِلُونِ﴾: فعل مضارع مجزوم بحذف النون، و"النون" نون الوقاية، و"الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل. و"الياء" المحذوفة ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به.

************

*قال تعالى: ﴿...قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ ( الأعراف: 150 )

-      ﴿فَلَا﴾: الفاء: حرف استنئاف. مبني على الفتح، لا: حرف نهي وجزم مبني على السكون.

-      ﴿تُشْمِتْ﴾: فعل مضارع مجزوم بـ"لا"، علامة جزمه سكون آخره، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت.

-      ﴿بِيَ﴾: جار ومجرور متعلقان بـ"تشمت".

-      ﴿الْأَعْدَاءَ﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

-      ﴿ولا﴾: "الواو" حرف عطف مبني على الفتح، و( لا ) حرف نهي وجزم مبني على السكون.

-      ﴿ تَجْعَلْنِي ﴾: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون الظاهر، والفاعل ضمير مستتر تقديره "أنت"، و"النون" للوقاية، و"ياء المتكلم" ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

************


          *قال تعالى: ﴿...لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ... 

-      ﴿لَا: حرف نهي وجزم مبنيّ على السكون.

-      ﴿تُضَارّ: فعل مضارع للمجهول مجزوم بالسكون وحرّك بالفتح منعاً من التقاء الساكنين.

-      ﴿وَالِدَةٌ: نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

-      ﴿بِوَلَدِهَا: الباء حرف جرّ مبنيّ على الكسر، و "ولد" اسم مجرور بالكسرة الظاهرة، وهو مضاف.والجارّ والمجرور متعلّقان بـ"تضار".و "ها" ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بالإضافة.

جزم المضارع بلام الأمر أو لام الطلب.

 من أدوات جزم المضارع



(3) لام الطلب


وهى حرف مبنى لا محلّ له من الإعراب ، يفيد معنى الطلب.

و يراد بها :

-      الأمر: إن كان من الأعلى منزلة إلى الأقل.قال تعالى:“ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون

-      أو الدعاء: إن كان من العبد إلى الله تعالى. قال تعالى: “وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ”

-      أو الالتماس: إن كانت من شخص لآخر مساوٍ له.نحو قول صديق لصديقه: لنتقابلْ غدا إن شاء الله.

 

*حركة لام الأمر:

*الأصل في لام الأمر الكسر نحو قوله تعالى:

"لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ"

"وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ"

*ويكون إعراب اللام في هذه الحالة: حرف جزم للأمر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب.


*و إذا سُبقَت اللام بالفاء أو الواو أو ثمّ، فإنها تُسكن غالبا للتخفيف، نحو قوله تعالى:

"فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ"

" فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ"

"ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ"

وَلْتَأْتِ طائِفَةٌ أُخْرى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ"

"وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ"


 ويكون إعراب اللام في هذه الحالة: حرف جزم للأمر مبني على السكون لا محل له من الإعراب.


وقد قرئ بالوجهين: قوله تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا} (النور:22) بكسر لام الأمر على

 الأصل، وبإسكانها تخفيفا.



*****

*أكثر ما تأتي لام  الأمر مع الفعل المسند للغائب كالآيات السابقة.

وقد يؤمر بها المتكلم أيضا نحو قوله تعالى:{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ( العنكبوت: 12 ) }

 وكقوله صلى الله عليه وسلم: « قُومُوا فَلِأُصَلِّ لَكُمْ . فإن الفعل مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة؛ فإن أصله: أصلي.

ولكنه قليل لأن المتكلم لا يأمر نفسه إلا مجازا.


 كذلك لام الأمر تأتي مع ضمائر الخطاب قليلا لأن فعل الأمر هو المختص الأصيل في الخطاب. 

*****

*من أحكام الفعل المجزوم بلام الأمر: وجوب اقترانه بفاء الجزاء في جواب الشرط، نحو قوله صلى الله عليه وسلم:" فمن كذب عليَّ مُتعمِّدًا ، فلْيتبوَّأْ مقعدَه من النَّارِ"

*****


نماذج معربه لأفعال مضارعة مجزومة بلام الأمر:

 

قال تعالى: "وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ"

-    ﴿ لِيَقْضِ ﴾: "اللام" حرف جزم وأمر مبني على الكسر، و( يقضِ ) فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة.


-    ﴿ عَلَيْنا ﴾: ( على ) حرف جر مبني على السكون، و( نا ) ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالحرف جارّ ومجرور متعلّقان بـ "يقض".


-    ﴿ رَبُّكَ ﴾: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، و"كاف المخاطب" ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

***************


قال تعالى:" وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ..."


-  ﴿ فَلْتَقُمْ ﴾: "الفاء" حرف واقع في جواب الشرط مبني على الفتح، و"اللام" حرف جزم وأمر مبني على السكون، و( تقم ) فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون الظاهر.

-  ﴿طائفة﴾: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

-  ﴿ وَلْيَأْخُذُوا ﴾: "الواو" حرف عطف مبني على الفتح، و"اللام" حرف جزم وأمر مبني على السكون، و( يأخذوا ) فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، و"واو الجماعة" ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.


-  ﴿ فَلْيَكُونُوا ﴾: "الفاء" حرف رابط مبني على الفتح، و"اللام" حرف جزم وأمر مبني على السكون، و( يكونوا ) فعل مضارع ناسخ مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، و"واو الجماعة" ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم ( يكون ).وشبه الجملة"من ورائكم" في محل نصب خبر ( يكون ).


-  ﴿ وَلْتَأْتِ ﴾: "الواو" حرف عطف مبني على الفتح، و"اللام" حرف جزم وأمر مبني على السكون، و( تأت ) فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة.


-  ﴿ فَلْيُصَلُّوا ﴾: "الفاء" حرف عطف مبني على الفتح، و"اللام" حرف جزم وأمر مبني على السكون، و( يصلوا ) فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، و"واو الجماعة" ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

***************


قال تعالى: "ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ"


- ﴿ثم﴾: حرف عطف مبني على الفتح.

- ﴿ لْيَقْضُوا ﴾: "اللام" حرف جزم وأمر مبني على السكون، و( يقضوا ) فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، و"واو الجماعة" ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.


- ﴿ وَلْيُوفُوا ﴾: "الواو" حرف عطف مبني على الفتح، و"اللام" حرف جزم وأمر مبني على السكون، و( يوفوا ) فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، و"واو الجماعة" ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.


-  ﴿ وَلْيَطَّوَّفُوا ﴾: "الواو" حرف عطف مبني على الفتح، و"اللام" حرف جزم وأمر مبني على السكون، و( يطوفوا ) فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، و"واو الجماعة" ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

***************

قال تعالى: "اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ"

-   ﴿وَلْنَحْمِلْ﴾: ﴾: "الواو" حرف عطف مبني على الفتح، و"اللام" حرف جزم وأمر مبني على السكون،"نحمل": فعل مضارع مجزوم باللام، وعلامة جزمه سكون آخره، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: نحن.

-   ﴿خَطَايَاكُمْ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذّر، و "الكاف": ضمير متّصل مبنيّ على الضم في محلّ جرّ مضاف إليه.

***************

جزم المضارع بعد "لمْ" و"لمَّا"

مقدمة:

حالات جزم المضارع


يجزم الفعل المضارع في حالتين:

·       الحالة الأولى: أن تسبقه أداة من أدوات الجزم.

·       الحالة الثانية: أن يقع في جواب طلب.

 

·       وتنقسم أدوات جزم الفعل المضارع إلى قسمين:
القسم الأول: ما يجزم فعلا واحدا.
القسم الثاني: ما يجزم فعلين، وهي أدوات الشرط الجازمة.

 

أولاً: جزم المضارع بعد أدوات الجزم:

 

الأدوات التي تجزم فعلا واحدا:

لمْ لمّا -  لام الأمر - لا الناهية

(1) لمْ:

 حرف جزم يفيد النفي، ويحوّل زمن الفعل من المضارع إلى الماضي وذلك نحو:

لم يسافرْ أبي أمس.

فالفعل" يسافر" في زمن المضارع، لكن بدخول "لم"  عليه دل الفعل على نفي الحث في الماضي.

 

وقد تدخل عليه همزة الاستفهام ولا تغيّر من عمله، نحو: ألمْ يسافرْ أبوكَ أمس؟

ويجوز أيضاً دخول أداة شرط عليها مثل: سنتأخر إن لمْ تحضرْ باكراً.

ونحو قوله تعالى:

{ وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ( الأعراف: 149 ) }

 

أمثلة معربة:

قوله تعالى: ﴿ قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ۖ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا﴾[ مريم: 46]

﴿لَئِنْ﴾: اللام: موطئة للقسم.إنْ: حرف شرط جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

﴿لَمْ﴾: حرف نفي وجزم وقلب، مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

﴿تَنْتَهِ﴾: فعل مضارع مجزوم، وعلامة الجزم حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت.

 

قوله تعالى: ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ "[الإخلاص: 3-4] .

﴿لم﴾: حرف قلب وجزم مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

﴿يلد﴾: فعل مضارع مجزوم بـ(لم)، وعلامة جزمه السكون، وكذلك (ولم يولد).

﴿يكن﴾: فعل مضارع ناقص مجزوم بـ"لم"، وعلامة جزمه سكون آخره.

 

(2) لمّا:

-      وتفيد نفي الفعل المضارع من الماضي إلى زمن المتكلم الحاضر نحو: لمَّا يسافرْ أبي، أي لم يسافر حتى الآن أو حتى زمن التكلم.

-      يجوز استخدامها في حال توقع حدوث فعلها أي نفيِ حدوث الشيء بعد، لكنّه سيحدث يوماً ما، نحو: خرجَ، ولمّا يصل. إلا أنه من المتوقع وصوله.

-      يجوز حذف الفعل المجزوم بعدها إن كان ما يدل عليه من سياق الكلام مثل: بدأت العمل باكراً ولمَّا. "أي ولم أنهِهِ بعد."

ومن الأمثلة القرآنية:

-      قال تعالى: "كلّا لمّا يقضِ ما أَمَره"[ سورة عبس: 23]


-      وقال تعالى: "أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ"[ سورة آل عمران: 142]


-      وقال تعالى: "قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ" [ الحجرات: 14]

  • ﴿لمّا﴾ حرف نفي وقلب وجزم، مبني على السكو لا محل له من الإعراب.
  • ﴿ يقضِ﴾ فعل مضارع مجزوم بـ "لما"، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره.
  • ﴿ يَعْلَمِ﴾ فعل مضارع مجزوم بالسكون المقدرلالتقاء الساكنين.
  • ﴿يَدْخُلِ فعل مضارع مجزوم بالسكون المقدرلالتقاء الساكنين.



*الفرق بين لمْ ولمَّا الجازمتين للمضارع:

لمْ

لمَّا

تنفي الحدث في الماضي ولا يُشترط  أن يكون الحدث مَنفِيُّها مستمراً إلى حال التَّكلُّم، فقد يكون مستمراً.

  كقوله تعالى ((لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ))

وقد يكون مُنقطعاً؛ نحو قوله تعالى ((لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً))

ومن ثَمَّ جاز قولنا: لَمْ يكن ثُم كان

النفي (بلمَّا) يكونُ مستمرًا إلى الحال فهي تفيد نفي الفعل المضارع من الماضي إلى زمن المتكلم الحاضر، مع إمكانية حدوثه في المستقبل: لمَّا يسافرْ أبي.

أي أنه لم يسافر في الماضي أو الحاضر ويمكن أن يسافر في المستقبل.

ولذلك امتنع قولنا: لَمَّا يكن ثُم كان.

مَنفِيِّها لا يُتوَقَّع حدوثه في المستقبل.

فقد يكون قريب الحصول وقد لا يكون.

مَنفِيِّها يُتوَقَّع ثبوته بِخلاف منفي (لَمْ) نَحو قوله تعالى: ((بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ))  يعني: وسيذوقونه.

لا يجوز حذف الفعل المجزوم بعد لم إلا لضرورة شعرية.

مجزومها جائز الحذف عند وجود قرينه تدل عليه : حاولت إقناعه ولمَّا. أي ولم يقتنعْ بعد.

قد تسبق بأداة من أدوات الشرط.

نحو قوله تعالى:(وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)

لا تسبق بأدوات الشرط.


 

*ملاحظة:

لـــــــ"لمَّا" نوعان آخران غير لمَّا الجازمة للمضارع؛ وهما:

(1) لما الظرفية:

 وتأتي بمعنى (حين) وتكون ظرف زمان، وتدخل على الفعل الماضي.

وقد يكون جواب لمَّا التابع لها أيضًا في الزمن الماضي؛ نحو قوله تعال: لَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ( البقرة: 89 ) }

﴿ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ ۚ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ﴾

وقد يكون جواب شرط جوابها جملة اسميّة مقترنة بـ (إذا الفجائيّة) نحو قول الله تعالى ﴿ فَلَمَّا جَاءَهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ﴾[ سورة الزخرف: 47]

﴿ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ﴾[ العنكبوت: 65]

 

وأهل النّحو يُطلقون عليها أسماء مختلفة مِثل "لمّا الشّرطيّة"، و"لمّا الحينيّة"، و"لمّا التّوقيتيّة"، و"لمّا الظّرفيّة"، وقد اختلفوا في كونها حرفًا أو اسمًا منصوبًا على الظّرفيّة.

الإعراب:

لمّا: اسم شرط غير جازم مبنيّ على السّكون في محلّ نصب ظرف زمان.

(2) لما الاستثنائيّة:

اتفق أهل النّحو على أنّها "حرف"، تحمل معنى (إلّا) الاستثنائيّة، نحو (إن ضربكَ لمَّا زيدٌ) أي إلا زيد.

ومن أمثلتها في القرآن الكريم:

قال تعالى: "إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ"

وقال تعالى: "وإن كلّ لمّا جميعٌ لدينا مُحضَرون"

وقال تعالى: "وَزُخْرُفًا ۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَٰعُ الْحَيَوٰةِ الدُّنْيَا ۚ وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ"


الإعراب:
لمّا: حرف استثناء بمنزلة إلّا الاستثنائيّة مبني على السكون لا محل له من الإعراب.