من نواصب الفعل المضارع: " إذَنْ "

 

من نواصب الفعل المضارع:


" إذَنْ "


 


إذَنْ هي حرف جواب وجزاء ونصب.

        وقد سميت حرف جواب لأنها تقعُ في كلام يكون جواباً لكلام سابق. وهذا

 يلازمها دائما في كل استعمالاتها.


        وسميت حرف جزاء، لأن الكلام الداخلة عليه يكون جزاء لمضمون الكلام السابق غالبا.

 

مثال:

يقول لك أحدهم: أَزُورُكَ غدًا إن شاء الله.

فترد: إذَنْ أَنْتَظِرَكَ إن شاء الله.



 

وهي لا تنصب المضارع إلا بشروطٍ هي :


*الأول : أن تكون ( إذَنْ) في صدر جملة الجواب فلا تتأخر.


فإن وقعت (إذن) في حشو الكلام _بأن اعتمد ما بعدها على ما قبلها – أُهْمِلَت ورفع

 الفعل بعدها، وذلك نحو:

-      أن يكون ما بعدها خبرا لما قبلها، نحو: أنا إذن أُكْرِمُكَ.

-      أن يكون ما بعدها جوابًا لقسم قبلها، نحو: والله إذن لا أخرجُ.


-      أيضا إن تصدر الفعل الجملة، نحو: أُكْرِمُكَ إذن إن شاء الله. 

 

*الثاني : أن يكون المضارع الواقع بعدها دالا على الاستقبال .


فقولك: إذن أُكْرِمَك، جوابًا لمن قال: أزورك غدا إن شاء الله.


أُكْرِمَك: دل على الاستقبال وليس على الحال.

 

*فإذا كان الفعل بعدها دالا على الحال أُهْملت ورُفع الفعل بعدها، نحو:


نحو قولك: إذن أهنئُكَ لمن قال لك: نَجحتُ.


أهنئُكَ: مضارع دالا على الحال.(فالتهنئة كانت في الحال)

 

 

*الثالث : أن لا يفصل بينها و بين الفعل المضارع فاصل غير : القسم ، أو (لا) النافية.

نحو:

-      إذن والله أكرمَك.

-      إذن لا أخرجَ.

 

*فإن فصل بينهما بفاصل كان المضارع بعدها مرفوع، نحو:

-      إذن أبي يكرمُكَ.

-      إذن سوف أكرمُكَ.

 

**ومثال ما اجتمعت فيه الشروط الثلاثة قولك:

 

إذَنْ والله لا أخرجَ إن شاء الله. 

جوابا لمن قال لك: سأزورُك غدا إن شاء الله.






 فإذن هنا مصدَّرة، والفعل بعدَها دالا على الاستقبال. وفصل بينها وبين الفعل القسم

 ولا النافية.


أمثلة على إذن الناصبة للمضارع:

-      **دعنِي أساعدْكَ.

-      إذنْ يجزِيَك الله خيرًا.

 

  1. إذنْ : حرف جواب ناصب مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
  2. يجزِيَك: يَجْزِيَ: مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أول.
  3. الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
  4. خيرًا: مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة الظاهرة على آخره.
 

-     ** سأسافرُ غدا إن شاء الله.

-      إذن أُوَصِّلَكَ للمطار إن شاء الله.

  • إذن:حرف جواب ناصب مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.

  •  أُوَصِّلَكَ:أُوَصِّلَ:مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أول.

 


*ملاحظات:

1-     أجاز بعض النحاة الفصل بين إذن والمضارع _في حالة النصب_ بالنداء، نحو

 "إذَنْ يا زيد تنجحَ"، جواباً لقوله "سأجتهدُ في الدراسة إن شاء الله".


2-    يجزم الفعل بعد إذن إذا كان الفعل بعدها جواب شرط جازم،، نحو "إن تجتهدْ

 إِذَن تَلْقَ خيرًا".

 

 

3-    إذا وقعت (إذن) بعد عطف جاز وجهان في الفعل المضارع بعدها:

فإذا سبقتها الواو أَو الفاء، جاز رفع الفعل بعدها ونصبه والرفع هو الغالب.


كقولك: (وإذن أكرمَكَ) أو(فإذن أكرمَكَ)


ويجوز الرفع وهو الغالب: (وإذن أكرمُكَ) أو(فإذن أكرمُكَ)

 

فقوله تعالى: ﴿ وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ ﴾قرئ بالرفع. 

  • يَلْبَثُونَ: مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. 

وقرئ أيضا بالنصب(وَإِذًا لَا يَلْبَثُواخِلَافَكَ)

  • يَلْبَثُوا: مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. 


 ** وقوله تعالى: ﴿ أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَّا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا﴾ قرئ بالرفع. 


  • يُؤْتُونَ: مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. 


وقرئ أيضا بالنصب(فَإِذًا لَّا يُؤْتُوا النَّاسَ نَقِيرًا) 

  • يُؤْتُوا: مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.

فالرفع على إهمال إذن، والنصب على إعمالها.

 

****************

 

دروس مشابهة:

لن – كي

 

 

من نواصب الفعل المضارع


لن – كي

 

 

 






 

لن:

وهي خاصة بنفي الفعل المضارع، ونصبه، وجعله خالصًا للاستقبال. فهي في نفي المستقبل كالسين وسوف في إثباته. وتفيدُ تأكيدَ النفي.

 

*أمثلة:

*قال تعالى: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾  [آل عمران: 92].

الإعراب:

-      ﴿لن﴾:: أداة نفي ونصب واستقبال مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.

-      ﴿تنالوا﴾: فعل مضارع منصوب بعد لن، وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

-      البر: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

************

*قال تعالى: { وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ


 الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ( البقرة: 55 ) }

الإعراب:

-      ﴿لَنْ﴾: أداة نفي ونصب واستقبال مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.

-      ﴿نُؤْمِنَ﴾فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: نحن.

************

 

2- كي المصدرية:

تكون مصدرية إذا سبقتها لام التعليل. وتكون هي والفعل في تأويل مصدر مجرور

 باللام أما لفظا أو تقديرا:

*أمثلة:

‌أ.       لفظًا:

*قال تعالى: ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ

 فَخُورٍ﴾ (الحديد: 23)

 

*وقال تعالى: (فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِّكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ ۗ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا

 تَعْمَلُونَ) ( آل عمران: 153 )

الإعراب:

-      ﴿لِكَيْلَا﴾: "اللام" حرف جر مبني على الكسر، و( كي ) حرف نصب وتعليل مبني على السكون، و( لا ) حرف نفي مبني على السكون.

 

-      ﴿تَأْسَوْا﴾ ، ﴿تَحْزَنُوا﴾: فعل مضارع، منصوب بـ (كي)، وعلامة نصبه حذف

 النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة: ضمير متصل، مبني على السكون في محل رفع فاعل، والمصدر المنسبك من كي وما بعدها: مجرور بلام التعليل.

************

 

*قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ ۚ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ

 عِلْمٍ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾[ النحل: 70]

الإعراب:

-      ﴿لِكَيْلَا﴾: "اللام" حرف جر للتعليل مبني على الكسر، و( كي ) حرف نصب وتعليل

 مبني على السكون، و( لا ) حرف نفي مبني على السكون.

-      ﴿يَعْلَمَ﴾: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر

 تقديره "هو".، والمصدر المؤول من كي وما بعدها: مجرور باللام.

 

************

 

*قال تعالى: (فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي

 أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ...) [ الأحزاب: 37]

-      الإعراب:

-      ﴿لِكَيْ﴾: اللام: حرف جرّ.كي: حرف مصدري ونصب.

-      ﴿لَا﴾: حرف نفي لا عمل له.

-      ﴿يَكُونَ﴾: فعل مضارع ناقص منصوب بـ "كي" وعلامة نصبه الفتحة

 الظاهرة، و "كي"المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محلّ جرّ باللام.

************

‌ب. تقدير لام التعليل قبل كي: مثل:


*قال تعالى: ﴿كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ ﴾ [الحشر: 7] ، أي:

 لِكَيْلَا يكونَ.

-      الإعراب:

-      ﴿ كَيْ ﴾: حرف نصب وتعليل مبني على السكون.

-      ﴿لا﴾: حرف نفي مبني على السكون.

-      ﴿ يَكُونَ﴾ : فعل مضارع ناسخ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، واسم ( يكون ) ضمير مستتر تقديره "هو". والمصدر المؤول من كي وما بعدها: مجرور باللام المحذوفة قبل كي.

-      ﴿ دُولَةً﴾: خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

 

***************

 

*قال تعالى: ﴿إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ

كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ ...﴾ [طه: 40]

-      الإعراب:

-      ﴿كَيْ﴾: حرف نصب وتعليل مبني على السكون.

-      ﴿تَقَرَّ﴾: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والمصدر المؤول من كي وما بعدها: مجرور باللام المحذوفة قبل كي.

-     ﴿عَيْنُهَا﴾: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة، و"الهاء": مضاف إليه.


 

***************

**ملاحظة 1:

يجوز وجهان من الإعراب في الحرف ( كي )، إذا جاء بعدها مضارع منصوب،

 ولم يتقدّم عليها لام التعليل الجارة، نحو:


﴿كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ

﴿كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ ﴾


فيجوز هنا في إعراب : (كي تَقَرَّ) و(كي يَكُونَ) وجهان:


*الوجه الأول:


-      ( كي ) حرف جر يفيد التعليل بمعنى اللام، مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

-      (تَقَرَّ) و(يَكُونَ): فعل مضارع منصوب بــــ( أن ) مصدرية مضمرة، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

 

*الوجه الثاني:

-          (كي) حرف نصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

-         (تَقَرَّ) و(يَكُونَ): فعل مضارع منصوب بــــ ( كي ) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.


**ملاحظة 2:

(كي) الناصبة للمضارع تفصل عن (لا) النافية بعدها: حضرت مبكرا كي لا أتأخرَ عن

 موعد الطائرة.


ولكن إذا سبقتها اللام فعندها تكتب الكلمات الثلاث متصلة: حضرت مبكرا لكي لا

 أتأخرَ عن موعد الطائرة.



دروس مشابهة: